الأميين والمتألهين
قبل الإسلام انقسمت الأمم نوعين، أمه لها نبي مرسل وكتاب منزل (كاليهود والمسيحيين)...وأمة ما لها نبي مرسل كالعرب. الأمة اللي عندها كتاب سموهم "الكتابيين"... أما من ليس لهم كتاب، فقد سميوا "بالأميين"... ودليل الرصافي على هذا التصنيف هو ما جاء في سورة آل عمران: (وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم) - 20
فلما يقال بأن الرسول كان "أمي" فذلك لأنه منسوب إلى أمة هذه صفتها ... فقد كان جميع العرب "أميين" مع أن فيهم الكثير ممن يحسنون القراءة والكتابة...بل أميين لأن لا كتاب لهم.. (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم) – سورة الجمعة – 2
كما يذهب الرصافي إلى إيجاد الدلائل على هالكلام بأن الرسول كان يقرأ... مثل ما حصل في صلح الحديبية
واللي حصل يومها باختصار إن الرسول فوض علي بن أبي طالب لكتابة كتاب الصلح، ولما راح سهل بن عمرو مفوض قريش عشان يوقع
قال الرسول لعلي: اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو
رد سهيل: لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك وأصدك عن البيت. اكتب اسمك وإسم أبيك محمد بن عبدالله
فقال الرسول: إمح رسول الله
فقال علي: والله لا أمحوك أبدا
فقال: أرنيه، فأره إياه فمحا رسول الله بيده وقال لعلي: اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله سهيل بن عمرو، فتلكأ علي ويأبي أن يكتب إلا محمد رسول الله، فأخذ رسول الله الكتاب بيده فكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله (في البخاري والسيرة الحلبية، واعتبرها بن خلدون معجزة لما كتب هو عن صلح الحديبية، وتكفر عليها المالكي
عموما.. هالأميين ربعنا كانوا يعبدون الأصنام.. لكن.. بعضهم فتح مخه بعيدا عن تعاليم أهله وقبيلته ومنهم الشهير ورقة بن نوفل وعبدالله بن جحش وعثمان بن الحويرث وزيد بن عمرو بن نفيل كما قيل قس بن ساعدة وأبو بكر الصديق ورباب بن البراء وزاد ابن الجوزي وأسعد بن كريب الحميري وأبا قس بن صرمة - أسامي عجيبة! ولا بن صرمة هذا
والرصافي يذكر سيرة أهم أربعة حسب ما ورد في سيرة بن هشام
ورقة بن نوفل
دخل اليهودية وتركها، ثم إلى المسيحية واستحكم فيها.. مع أنه رأى النبوة في الرسول إلا أنه لم يمت مسلما
ورقة بن نوفل
دخل اليهودية وتركها، ثم إلى المسيحية واستحكم فيها.. مع أنه رأى النبوة في الرسول إلا أنه لم يمت مسلما
عبدالله بن جحش
ابن عمة الرسول (أميمة بنت عبدالمطلب) لحق البعثة وأسلم وهاجر إلى الحبشة مع زوجته (أم حبيبة بنت أبي سفيان).. وهناك ترك الإسلام واعتنق المسيحية.. وكان يمر على المهاجرين المسلمين في الحبشة ويقول لهم (فتحنا وصأصأتم) أي أبصرنا وأنتم تلتمسون البصر.. ومات في الحبشة مسيحيا.. أما أم حبيبة فقد تزوجها الرسول فيما بعد
عثمان بن الحويرث
ما لحق على الإسلام.. وراح استقر عند قيصر ملك الروم وتنصر وتحسنت أحواله هناك..بس قايل شي عن الرسول ما حطه ابن اسحق في سيرة بن هشام... شنو؟ محد يدري
زيد بن عمرو بن نفيل
ابن عم عمر بن الخطاب. كان على دين ابراهيم قبل النبوة، واعتزل الأوثان والذبائح ونهى عن وأد البنات... حتى أنه إذا سمع أن أحد ينوي وأد بنته أخذها من أبوها وكفلها.. وكان لما يدخل الكعبة يقول: لبيك حقا تعبدا ورقا، عذت بما عاذ به ابراهيم
وكان يقول: اللهم لو أني أعلم أي الوجوه أحب إليك عبدتك به، ولكني لا أعلمه. ثم يسجد على راحته
كان الخطاب (ابو عمر) يعاتب زيد على تركه دين أهله وطلعه من مكه فراح زيد وقعد في حراء فترات طويلة
ولا شك بأن الرسول تأثر بزيد.. ففي البخاري، أن النبي لقى زيد بن عمرو بن النفيل قبل أن ينزل على النبي الوحي، وعن عائشة قالت: سمعت رسول الله يقول: سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يعيب على كل ما ذبح لغير الله، فكان يقول لقريش: الشاة خلقها الله عز وجل، وأنزل لها من السماء ماء، وأنبت لها من الأرض الكلأ، ثم تذبحونها على غير اسم الله، فما ذقت شيئا ذبح على النصب حتى أكرمني الله برسالته
الحلو في الموضوع شعر زيد.. والتعابير القرآنية فيه
إن الله أهدي مدحي وثنائا وقولا رصينا لا يني الدهر باقيا
إلى الملك الأعلى الذي ليس فوقه إله ولا رب يكون ماديا
إلا أيها الإنسان إياك والردى فإنك لا تخفى من الله خافيا
وإياك لا تجعل من الله غيره فإن سبيل الرشد أصبح باديا
حناني كان الجن كانت رجاءهم وانت إلهي ربنا ورجائيا
رضيت بك اللهم ربا فلن أرى أدين إلها غيرك الله ثانيا
وأنت الذي من فضل زمن رحمة بعثت إلى موسى رسولا مناديا
فقلت له اذهب وهرون فادعوا إلى الله فرعون الذي كان طاغيا
وقولا له آأنت سويت هذه بلا وتد حتى اطمأنت كما هيا
وقولا له آأنت رفعت هذه بلا عمد أرفق إذا بك بانيا
وقولا له آأنت سويت وسطها منيرا إذا ما جنه الليل هاديا
وقولا له من يرسل الشمس غدوة فيصبح ما مست من الأرض ضاحيا
قولا له من ينبت الحب في الثرى فيصبح منه البقل يهتز رابيا
ويخرج منه حبه في رؤوسه وفي ذاك آيات لمن كان واعيا
أنت بفضل منك نجيت يونسا وقد بات في أضعاف حوت لياليا
وإني لو سبحت باسمك ربنا لأكثر إلا ما غفرت خطائيا
فرب العباد الق سيبا ورحمة علي وبارك في بني وماليا
وفي قصيدة أخرى
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما رآها استوت على الماء أرسى عليها الجبالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذبا زلالا
إذا هي سيقت إلى بلدة أطاعت فصبت عليها سجالا
ويشك العلماء بأن القصيدة الأخيرة قد لا تعود لزيد وإنما إلى أمية ابن أبي صلت و قد قال عنه الرسول فيما معناه أن أمية أسلم شعره وكفر قلبه ..وهناك الكثير من أصحاب العلم ممن يعتقدون بأن ابن أبي صلت لديه شعر كثير يصح لأن يكون من المآخذ القرآنية في ألفاظه وتعابيره وقصصه
