قريش ... وقديم الرواية
يعتمد العرب على الرواية في نقل المعلومات... هاللي عندنا وكالة يقولون أهم مصدر معلومات في ثقافتنا... حتى الشعراء كان كل واحد عنده راوية يحفظ شعره ويرويه على الناس، وبما إن ذاكرة الناس مهما كانت لا تعتبر مخطوطة .. فأكيد أكو المنسي والمنحول والمفقود
ولم يكتب شيء عن السيرة المحمدية إلا في عصر العباسيين – تحديدا أيام أبي جعفر المنصور – واللي كتبها محمد بن اسحاق مثل ما قال مطقوق... يعني بعد 100 سنة... إمـــــــــية سنة!!! فيها اللي زاد واللي حذف واللي تخيل واللي فاهم غلط واللي قدم واللي أخر وغيره وغيره
خو بعد الرواية مو قرآن... محد يقدر يتيقن بأن الرواية صحيحة أو كاملة.. لكن اللي سووه العلماء إنهم اجتهدوا
اللي أكيد.. إن هذي الروايات فيها ضعف... فمثلا
كلنا تعلمنا في المدرسة بأن لما وصل الرسول إلى المدينة طلعوا يغنون له" طلع البدر علينا".. والصحيح هي أنها كانت عند عودته من غزوة تبوك لأن "ثنيات الوداع" يمكن رؤيتها من ناحية الشام لا مكة
القصة الأقوى هي عند فتح مكة... حين أمر الرسول خالد بن الوليد أن يدخل مع جملة من قبائل العرب من أسفل مكة ويغرز رايته عند أدنى البيوت. وقال له: "لا تقاتلوا إلا من قاتلكم".. لكن خالد بن الوليد صادف صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل فقاتلوه وقاتلهم وصعد بعضهم الجبل فلما شافهم الرسول قال "ما هذا! وقد نهيت عن القتال".. فقالوا له أن هذولاك بدوا وخالد اضطر يدافع... فقال الرسول لأحد الأنصار "ائت خالد بن الوليد وقل له أن رسول الله يأمرك أن لا تقتل بمكة أحدا" فراح الريال وقال لخالد "يا خالد إن رسول الله يأمرك أن تقتل من لقيت من الناس".... لما صار اللي صار... نادى الرسول الأنصاري يقول له أنا مو قتلك... رد الأنصاري: "بلى ولكنك أردت أمرا وأراد الله غيره" !!! قصده يقول إن طلعت مني غصبا عني مو بإرادتي مع إني سامعك وفاهمك صح
يعني إذا هالسالفة حارة وصارت جدام الرسول... تخيلوا العبث في بقية الروايات؟
طبعا الرسول كان وايد متضايق من هالسالفة لأن قريش لها مكانة خاصة في قلبه رغم إن محد تعذب كثره بسببهم..لكنه كان يحبهم ويقول"الأئمة من قريش".. و"قريش ولاة هذا الأمر" و "قريش أهل الإمامة" و "خيار قريش خيار الناس وشرار قريش شرار الناس"..حتى أنه مرة قال لقتادة بن نعمان "لا تشتم قريشا فإنك لعلك ترى منهم رجالا إذا رأيتهم عجبت منهم... لولا تطغى قريش لأخبرتها بالذي لها عند الله"
أما أصل قريش فقد اختلفوا عليه.. ناس يقولون جماع قريش في "قصي".. ولو كان هذا صحيح، يطلع بوبكر وعمر بن الخطاب مو من قريش، وبهالحالة ما كانت تحق الخلافة لا لبوبكر ولا عمر الخطاب لأن "الأئمة من قريش"... وناس تقول جماع قريش "فهر" وقريش كان لقبه لأنه كان يفتش (يقرش) على حاجة المحتاج فيسدها بماله
ويعتقد الرصافي بأن الأصح أن يكون أصل قريش "النضر" وهو النضر بن كنانة والذي لقب بهذا الإسم لنضارته وحسنه وجماله..وإسمه قيس.. تهقون هذا اللي حبته ليلى؟
هيك والا هيك... المتفق عليه إن أنساب قريش تعود إلى اسماعيل بن ابراهيم.. مما يجعل قريش من العرب المستعربة عدنانيين) وكما في القرآن (ملة أبيكم ابراهيم) – سورة الحج 78.. وكانت قريش تدير الكعبة وتعيش على تجارة الحج الوثني... فقد كانت الكعبة بيتا قديما للأصنام (وخصوصا هبل- الصنم الأعظم في الكعبة) لأن العرب حادوا عن دين ابراهيم. بل يرى الشيخ عبدالوهاب الشعراني بأن أصل وضع الأصنام انما هو من قوة التنزيه من العلماء الأقدمين، فإنهم نزهوا الله عن كل شيء وأمروا بذلك عامتهم، فلما رأوا بعض عامتهم صرح بالتعطيل وضعوا لهم الأصنام وكسوها الديباج والحلى والجواهر وعظموها بالسجود وغيره ليتذكروا بها الحق الذي غاب عن عقولهم.
فكما هو متوقع.. كان هناك سببين للحج في الجاهلية. الأول هو عبادة الأصنام، والثاني هو بزنس قريش... فكانوا عشان يضمنون أمن طريق الحج ، سووا اتفاقية صلح مع بقية القبائل لمنع الحروب أو الغزوات في أشهر الحج الثلاثة وسموها الأشهر الحرام (ذي العقدة وذي الحجة ومحرم).. أما باجي السنة، فاللي يبي يقدر يروح عمرة - حالهم حال المسلمين بالضبط – وعشان يضمنون السلامة، سووا رجب بعد من الأشهر الحرام.. ولضمان استمرار البزنس.. فمكة أيضا حرام فلا أحد يغزيها ولا يقطع شجرة ولا صيد ولا غيره..يعني مو محرمة في الإسلام فقط.. بل قبل الإسلام وايد
وكانوا يسعون بين الصفا والمروة (جبلتان بين بطحاء مكة والمسجد).. وكان على كل من الصفا والمروة صنمان – إساف ونائلة (مثل ما قال الزمخشري).. وكانوا الحجاج إذا سعوا تمسحوا بالأصنام.. كما كانوا يقبلون الحجر الأسود و يتمسحون به.. ويقفون بعرفه.. وينفذون نفس شعائر التحليل (حلق وذبح أضاحي...الخ)
السالفة اللي عاجبتني في لبس الحج..ان المتعارف عليه وقتها أن الناس لا تحج بنفس الثياب التي أذنبت فيها... فالحلوين بدال ما يشترون هدوم جديدة أو إحرام (مو مخيط)... يحجون مفاصيخ
يتبع وآسفة على التأخير
يتبع وآسفة على التأخير