بعد محاولات متكررة لفهم انتشار ظاهرة القبلية الإسلامية الدخيلة، وجدت هذا التحليل المثير ضمن رواية "فسوق" لعبده خال. ولعل أجزاء كثيرة منه تكون صحيحة
حينما استدعت المدينة البدو والريفيين، حدث اجتثاث: تم نقل ثقافة ساكنة إلى ثقافة متحركة، فتحولت المدينة في أذهانهم إلى رمز الفساد والانحلال. والخشية من سلوكها جعل الثقافة الساكنة تنكمش داخل ذاتها، في أنماطها السلوكية الثابتة، قبعت متخوفة من المتطور والمتغير. كان اجتثاثا مضاعفا، حين أصبح العصر أكثر سرعة وتواصلا، ومع ثورة الاتصالات حدث تقليب وتجريف مهولان في الثقافة الكلاسيكية، والتي لم تصمد بأدواتها البدائية أمام طوفان المتغيرات. صاحبتها رغبة ملحة لدى الكثيرين للتمتع بما حرموا منه ردحا طويلا من الزمن. ولكي تهرّب الثقافة الساكنة ذاتها، حملت لواء التحريم، كمقابل رادع، لإيقاف الاجتثاث العالمي ... لكل زمن أدواته، وهذا الزمن مكشوف، يحتاج لعري كامل ليعبر عن كينونته... أبونا آدم كان في عالم مكشوف ولم يكن بحاجة إلى ستر عريه. وحينما دخل إلى الزمن البطيء، احتاج لشيء يتناسب مع اللغز، مع الأحجية المقبلة
وحين وجد القادمون إلى المدينة أنهم مطحونون بين ساكن ومتغير، اختل توازنهم النفسي. ومن غير دراية، أخذ كل واحد يبحث عن منفذ، يطل من خلاله على الحياة..غير مكترثين بالأداة التي نحطم بها الجدران المحيطة بنا لإحداث فجوة. وليس مهما بأي الطرق نقتفيها، لنتلصص من فرجات النوافذ
الذاكرة العارية هي ذاكرة الأصل، ذاكرة الحرية، بينما الذاكرة الحافظة هي ذاكرة الأنظمة والمنع
وفي ظل التغيرات الجديدة في السعودية، أتساءل... كيف سنتأثر بهذه التغييرات؟ هل سيأتينا المزيد من المتطرفين؟ أم ستتفكك عقد الحلوين اللي عندنا؟