البلد الأضعف

أخواتي... أخواني
بمناسبة اقتراب الذكرى السنوية لاستقلال وتحرير الكويت... أردت أن أتحدث بصراحة ومن القلب
لأني مثلكم... أرى اليوم كويت ضعيفة
بلد فوضوية
فبغياب النظام والاتجاه والحكم... عمتنا الفوضى على كل الأصعدة
أصبحت الكويت بؤرة للفساد.... بؤرة للمخدرات... للأسلحة....للإجرام... وحتى لإعداد "المجاهدين" المخيفين
أرى مستقبلي ومستقبل البلد يتآكل في خضم هذا كله
فقدت شعوري بالأمان تماما
أجد نفسي في حالة من القلق الدائم... من أجل نفسي وعائلتي وأصدقائي
وتتفاوت الأمور التي أقلق منها من أتفهها إلى أكثرها تعقيدا
ثم بدأت علامات الإنذار الجدية منذ بدأت الأزمة الاقتصادية والحلول العبقرية من حكومتنا ومقترحات أحلى من النواب
وأدركت بأن الوضع تعدى السرقة والتنفيع.... والذي تعودنا عليه
ووصل الوضع إلى الاختفاء التام لمفهوم الوطن... ذلك الحضن الدافئ الذي يحمينا من الهزات ويمدنا بالحياة
أعلم الآن بأننا في مكان مخيف.... لا يحمينا فيه أحد
أعلم بأننا تعدينا الآن الشعور بالملل وفقدان الأمل... ووصلنا إلى مرحلة الخوف اليومي
أعلم أن الدولة.... ككيان مؤسسي... اختفى... ولم تتبقى إلى الهياكل العظمية
أعلم بأن هناك من عليهم اتخاذ القرارات... ولكنهم لا يرون العالم بل لا يرون أبعد من نهاية طاولة اجتماعاتهم
أعلم بأنهم يتعمدون وصولنا إلى هذه الحالة
وأعلم بأن استمرارنا بهذا الشكل لن يؤدي إلا إلى نهايتنا الحتمية
كلنا نتساءل أين التيار الوطني من كل هذا... كلنا بانتظار أن يتحرك شخص ونلحقه
أليس أنتم من نزل الشارع عندما حلوا الدستور وحركتم مجموعة الـ45؟
أليس أنتم من دافع عن هذا الوطن أيام الاحتلال؟
أليس أنتم من عمل حتى كزبالين... عندما احتاج لنا الوطن؟
أليس أنتم من حرك الناس من أجل الخمس دوائر؟

وبعد كل ما فعلناه لهذا الوطن.... ألا نعلم أن أنتم... التيار الوطني؟
ألم نتعلم... بأن أنتم من تصنعوا الأبطال وتحركوا هذا البلد؟
لقد أصبحنا في حال يائسة... نكتفي بالرحمة على أبطالنا القدامى واجترار الذكريات
أو نضحك ونستهزئ على الكوكتيلات البرلمانية وصديقتها الحكومية
أو ننهي النقاش بأن.... هذا هو اختيار الشعب... وتحملوا عواقب الديمقراطية
لكن الحقيقة الآن بعيدة عن اختيارات الشعب

نريد أن نفهم توجه الحكومة.... أتريد أن تبني مستقبل للكويت أو أن تعود للجاهلية؟
أتريد أن تعمل بالنظام المؤسسي؟ أم تستمر الفوضى بدون أن يستفيد منها أحد؟
هل تريد الإصلاح؟ أم تريد العبث؟
هل تريد خطة وبرنامج؟ أم تخبط وانعدام الرؤيه؟
ثم نأتي بعدها إلى المحكمة الدستورية المغيبة
أين أنتم من سخافات التشريعات والدوس على الدستور بشكل يومي من قبل مجلس الأمة؟
و أنتم يا ديوان المحاسبة... هل تنتظرون أن تثار القضايا حتى ترفعوا تقاريركم أم أن التدقيق يجب أن يأتي قبل أن تقع الفأس في الرأس؟
أما رئيس مجلس الأمة.... فأين أنت من أبسط مهامك؟ أين أنت من التزام النواب باللائحة الداخلية؟ أين أنت من إدارة الجلسات؟
هناك أدوار كثيرة مغيبة... تجعل النواب الأعزاء يلعبون ويمرحون... ولهم الحق في ذلك مادام لا يوجد من يوجه ولا يراقب ولا يتابع دستورية وشرعية وقانونية ألعابهم

فأين أنتم أيها التيار الوطني؟ ماذا ستفعل؟